
رحلة سراب
زكية محمد
حدثني الفلاة يوما عن نقطة عطش شربها السراب أصيب بعدها بداء العطش فجن جنونه؛ ومن يومها لا أحد يعرف له مكانا ولا زمانا.
سراب أجوف ،سائح في أرض الله يعمر القلوب الخالية والحالمة على السواء.
قلوب متعطشة :
لنور الصباح وهي قابعة في كهوف الظلام..
لابتسامة الربيع وهي تتخد من القطب المتجمد محرابا لها..
لحضن دافىء يلملم شتات اوصالها وهي تهتف بأعلى صوتها "نفسي نفسي وبعدي الطوفان"
لذاكرة بيضاء تمحو مخلفات الدمار والجهل وعقولهم محصورة بين الثأر والوأد..
قلوب متمردة لكن متعطشة للغوص في البرك الراكدة.
سراب عظيم يسكن العقول السادية، عطشى لم ترويها بعد بحور الدماء المغتصبةوستظل تحلم بعالمها الأحمر المتوهج ، وينتهي بها المطاف بسقر لا تبقي ولاتذر.
مسكين هدا السراب .!
لعل جرعة من العفو و حبات من بذور الحنان مع شربة نور تسترد عقله ويستعيد توازنه مريض هو..حقا هل لدينا متسع من الوقت لنغير مسار رحلته ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق