هذا الذي لم نتفق عليه
بقلم الكاتب و القاص عمر زايد
على المدى الأخر
على بابِ الفُضول
وإن طالَ السَهر
وإن كان الليلُ يطول
. على المدى الاخر
إمراةٌ تَلونت بغيمٍ داكن
أمطرت ثلاثَ فُصول
شتاءٌ قارصٌ
وصيفٌ لاهبٌ
فربيعٌ مقتول
على المدى الأخر
حديثٌ يطول
نجومٌ خاصمت السهر
قمرٌ أفلَ خلفَ حقول
زهورٌ أقسمت بعطرها
سنابلٌ حَلفت أن لاتقول
للشمسِ سراً لأرضٍ
خاصمت زهورٌ
كانت بتول
على المدى الأخر
حينَ بدت زينتها
تَورَدَ الخدُ الخجول
كتمَ الزِرُ سِرَ قَميصهِ
وسقطت العروةُ
بكلامه المعسول
هذا الذي
......... ..................................
هذاالذي لم نتفق عليه غمزتني بعينها
وقالت إتبع رائحةَ العطرِ
فتبعتهُ حتى بلغتُ واديها
فألقت شباكها علي و قيدتني
وعلقت قميصيَ فوق صواريها
وصوبت سهام عينها نحوي
فرقَ قلبيَ ودقَ يناديها
مقيدٌ أنا هل الذنب كان ذنبي
عطرها إن مَرَ بسباعٍ يرديها
جَلدتني بكحلٍ شبَ بِعينها
ورَمقتني بنظرةِ سهامٍ ترميها
وأطلقت عطرها ذنبً يستبيحني
مقيدٌ وهل في قيديَ مايغريها
سكنتُ واديها بطيبِ خاطري
شكوتها لربِ الخلق باريها
فأطبقت شفتاها على أذني
هَمست بِطلاسم لستُ أدرِيها
..........................................
قالت هل تملكُ شفتاكَ لي
وصفاً إن أتقنتَ لكَ قلائدي أهديها
وقلاعي لك تكونُ بأمري
ورجاليَ بأمركَ أنفيها
وثيابي لك وحدك تنزع
بأنفاسك شمع العيد أطفيها
.....................................
قلت لها تبرجي فأنزلي
قمصانيَ التي رفعتيها
وارفعي ثيابك عن ساقيك
تَغنَّجي للحروف إنكِ تثيريها
نصبتُ في عينيكِ معتكفي
ألف صلاةٍ في عينيكِ أُصليها
فرضتِ عليَ الصيامَ فصمتُ
عيناكِ ذنبٌ لا مغفرةَ لعاصيها
إن بدت قدماكِ في صحرٍ
نبتت زهورٌ تمنت أن تدوسيها
إن بدت راياتكِ في حربٍ
أسلمتكِ فيالقُ ركعت لواليها
أغلقي عينيك فذاك رُمشكِ
سيوفٌ فوقَ عينيك تغمديها
ليس بالإنسِ منكِ وصفٌ
حورُ الجنانِ تشتهي أن تصفيها
حذرةُ الخطوةِ أنتِ في ليلةٍ
حبست النجوم قمرها في لياليها
تغيرين بمشط شعرك
غارت من شعرك على ليلٍ يأويها
فأرسلت نجمةً تراقبُ خطاكِ
فعادت خائبةً تروي مآسيها
كلُ النساءِ إن بدوتِ إختبئن
فكيف لو صبغَ كُحلك مآقيها
ثورةٌ أنتِ إنقلبت على حكمهن
فبتِ وحدكِ للقيودِ تضعيها
فكي قيدي أهديك ألفَ نَجمةٍ
وأمنح النجوم إجازةً لا أنهيها
فكي قيدي قد نسيتُ من أكونُ
في عشيرتي كنتُ سَبعاً أحميها
إن بدى ظلي تزاحَمت النساءُ
وإن إختفى عزاءٌ تحييها
.... ..............................................
فكت القيدَ بعد أن أخذت موثقي
فقسَم الزرُ العروةَ في قميصها
أخذتها في حضني قبلّتُها بشغفٍ
حاصرت خصرها بجنودٍ لا تحصيها
قبلتها ألفاً لا أدري إن كانت تَعدُّ
تنسحبُ شفتايَ مرةً وتحتلُ ثانيها
قَبَّلتُها فطارَ العصفورُ من قَفصها
وماتت الطفلةِ التي تُحييها
حضنتها بقوة لم أُعنى ببكائها
قيدتها بنفس القيد في واديها
.........................................
قالت هذا الذي لم نتفق عليه
أسرتني بقيدٍ في يداي يدميها
أخذتُ منكَ موثقاً يَمنحني
قلائدَ النجومُ سوفَ تهديها
ألم تَقل إعتكافكَ في عيني
كألفِ صلاةٍ في مسجدٍ تُصليها
أهذا الذي قد إتفقنا عليه
حياتي أسلمتُكَ سيفاً ينهيها
قلي بالله عليك كيف كنتَ
سبعاً بعشيرةٍ أنت حاميها
أتقيدُ إمرأةً بجذعِ نخلةٍ
فتسرقُ رطابَ ثدي أمانيها
أحدثك لاتغادر لاتذهب
أمات قصيدٌ كذبَ راويها
.... ............................................
على المدى الآخر
كذبَ الراوي
وأينعت ألفُ زهرة
بكلامه الغاوي
وماتت الطفله
على المدى الآخر
جرفها الموجُ
كقطعِ الحلوى
بكاها الشاطئ
ورُفعَ الشاهد
فوق ضريحٍ هنا
لا ترقدُ بسلامٍ طفله
... على المدى الاخر أغلقَ بابُ الفضول...