
رسالة إلى والدي
والدي الحبيب :
في ثنايا تجاعيد مشيبك كبرت
و أصبحت تلك الشابة الممتلئة بأنفاس عبيرك أهديتني القيم على موائد الأصالة ,,,,قتلت الخطأ على عجل ألجمت القتل المتعمد لوأد فتاتك من جاهلية الأعراف حين ترفع محاكمة تنقصها العدالة التي تتدثر برداء الدين
و الدين براء منها ,,,, علمتني أن أثق بنفسي و رأيي ولا ألتفت لكلام الحاقدين طالما أني أفعل الصواب .... علمتني أن أناقشك حتى لو اختلفنا في الرأي .... علمتني أن أبحث عن ذاتي ولا أنتظر أن يقودني أحد ... أتذكر أحاديثنا السياسية التي في نهايتها دوماً كنت تتهمني أنني صلبة ومتحجرة ثم تضحك قائلاً ( أنا اللي عملت كده في نفسي ) و أذكر أننا أخيراً اتفقنا ألا نتناقش في السياسة مرة أخرى حتى لا نرهق أنفسنا في محاولة اقناع الآخر بوجهة نظرنا .... فكما أنت عنيد فـ ابنتك ورثت منك هذا العناد !
والدي ،، اليوم
أصبحت تلك الصبية المفعمه بتفاصيل الحياة المدججة بقوانين العدل الحق
زرعت بيني عناوين شروق بصلاة و صيام أركان لا تتزعزع بين مدن السلام
أنت يا من تشققت يداك بين متاعب الحياة لتنبت لي راحة و هناء
و ،، ما تخليت عني يوماً
أثقلت نفسك بهمومي مددت جسر الأمن داثراً الخوف من يومي
تركت بصمة شوق وانتماء ,,,,,
أعلنت حرب الوقاية لأكون في مأمن عن الجبناء ,,,,, حتى بعدما أقعدك المرض لم تتخلى يوماً عني أوصيت أخي بنا خيراً ومازلت أسمعك تردد دائما وتوصيه بنا أنا و أختي و أولادنا .... دائما تفكر في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا !
والدي الطيب ،،
قبلة لقدميك قبلة لكفيك ,,,,قبلة لجبينك الذي ما انحنى يوماً
اهداني كرامة بحجم وطن
حفظك ربي و شافاك وعافاك .... أطال الله في عمرك أنت و أمي و رزقكم الجنة جزاء ما فعلتم لنا ! وحفظ أخي وجعله لي و لأختي سنداً وعوناً !
ابنتك المُحبِة
أسماء محمود

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق