
حضارة التعب
.................
بقلم هند بومديان
المغرب
.....................
طالني السهر
و دق أوتاده العنيدة في ليلي
و أنا أتعارك مع عيوني
علها تسدل الستار على ملامح الوجع
و تلملم حقائبه أريد أن أرحل في سبات عميق
و تأبى هي الطاعة و تهوى الجدل
فهي إبنة قلبي العاصية
تعودت أن تكتنز بضع ومضات من الفرح
و دخيرة من الألم في صناديق من الصندل
تبا لجهالتي
لم أتعلم يوما دروس الإبتسامة و لم أقرأ نصوص الفرح
لتمتلأ خزائني بمحاصيل وجعي
و أحارب الأمية في السعادة
قالوا أصرخي
و أنا لا أقوى على الصراخ
سلوتي حقائب حزني أفتحها في مخدعي
أرتق ما تبقى من أمل بابرة حادة
كمن يطرز مناديل لمسح دموع الوجع
و مرار و تكرارا يجرح نفسه
ليكمل المنديل و قد صار لونه غامقا بجراح عديدة
أحاكي همي و أظفر جديلته الطويلة
فهو من يرافقني و يصدقني بعتمة و خباء
يترصدني كقاتل مأجور يريد القضاء على فرحتي
تراكمت القروح على نوافد روحي
و طمرت ما تبقى من دفء علية توقعاتي
خانتني عباراتي كما خنت نفسي
لأظل سجينة في مكاني
أدور و أدور
كأفعى تلتف حول نفسها
و ترمي شرارة غضبها
في وجه العدو و الصديق
لما الأقدار تغتال سكينتي
لما البشر يقظم مرارا و تكرارا براءتي
أجد كل من بجانبي يريد تعميد الروح الشريرة بدواخلي
و أجدني كل يوم أتوضأ بصمت الليل
لأصلي في محراب نفسي الخالية
لا شيء فيها كسكون المقابر
ضجيج لا يهدأ في ذاكرتي
لأعلن و أقر أنني إنتهيت
و ها أنا قد وصلت حضارة التعب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق