السبت، 31 أكتوبر 2015

آيات الله للناس ..من يأخذ العبرة ؟ (2) د. محمد العجرودي



آيات الله للناس ..من يأخذ العبرة ؟ (2)
د. محمد العجرودي
عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

حين يُرسل الله تعالى بالآيات من حولنا ، فإن الناس متباينون في أخذهم العبرة من آيات الله المنظورة في كونه ، فمنهم من تكفيه الإشارة فيتوب إلى الله ويرجع عن ظلمه وذنوبه ويلجأ إلى ربه ، ومنهم من لا تكفيه الإشارة فلا يفهم إلاّ بالشرح وتوضيح العبارة فيستشعر ما كان منه بعد أن يتضح له خطؤه، ومنهم من لا يفيق إلاّ إذا زُجر زَجراً وحلّ به بعض الضرر ، وآخر لا يعتبر إلاّ إذا حلت به أو بقومه قارعة – أي كارثة- كعقوبة بعد أن تعامى عن آيات ربه وبيناته وبصائره ، قال عز وجل: "قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ" ( الأنعام 104). 
ثم يأتي في المؤخرة صنفان من شرار الخلق أحدهما لايرعوي إلاّ حين الغرغرة إذا عاين الموت وعندها (لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)، وهؤلاء أستاذهم وأسوتهم فرعون الذي طغى وتجبر (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) قال الله تعالى: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ~ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)، والصنف الثاني (أضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله)، ابتلاه الله بالحسنات وبالسيئات فلم يرجع ولم يتضرع، أراه الآيات السمعية وأجرى له الآيات العينية فلم يرعوي، سخر له من يعلمه ويلفت نظره فكرهه وربما آذاه ، مهله وأمهله ليراجع نفسه فلم يراجعها وينهها عن اتخاذها الظلم منهجا والظالمين قدوة، ثم استدرجه فأخذه أخذ عزيز مقتدر، والآيات تبين لنا حال هؤلاء لنتدبر ونفهم فلا نقع فيما وقعوا فيه، قال عز وجل: "وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين" (الأنعام 42-45).


وما يعقلها إلا العالمون !











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويلك من أئمة العشق . بقلم اكرم العزام

ويلك من أئمة العشق . . وبذات دمعة طلبتها صورة وقتية لإبتسامتها تلك العذبة الساحره . فأرسلت لي كاريكاتيرآ...