دلوني على ذاتي
بقلم هند بومديان
دلوني على دواتي
المفقودة في مدني
على شرفات
مرافئها بها أطواق نجاتي
أين راحلتي
أين أبواب مملكتي
كيف أرخت جدائل الأنين في قاطرتي
من شد رحال قافلتي
أين أوراقي و محبرتي
من أعطى الإذن بالمغادرة
كيف تذرف الأحداق
أمواجا من الدموع الموجعة
من فقأ عيني و أعمى بصيرتي
أنا لا زلت أنا هدا مكاني و تلك طاولتي
هدا كناشي و تلك مأدبتي
لا تنثروا غبار الشؤم في خاطرتي
و لا تفككوا سطوري و تبعثروا قافيتي
لا تلملموا الحزن على قارعتي
أعطوني خيط أمل و إبرة حلم أرتق طموحاتي
فقط أتركوني فحروفي و إن تراءت عمياء
فهي كما كان تلبس زيي الكبرياء
تتراقص على حافة الهاوية بلا استحياء
دلوني على عطر غير ممزوج بالدماء
على رائحة القهوة بدون طعم للبارود في البيداء
أريد وطنا بلا خيم بلا بؤساء
أريد علما بلا غدر بلا شقاء
دلوني على موطن به دفء في الشتاء
على خبز طازج لا غبار فيه و لا حجارة ملساء
أريد شربة من جوف الأرض
لا تكون مغمسة بدماء الشهداء
أريد أحلاما تتراقص عنان السماء
أريد أمالا لا تكسوها الدماء
دلوني على وطني
على هويتي
على أرضي
بلا وجع و لا خطيئة دون افتراء
أريد مراجعة دواوين جهلي
أريد قواميس تشرح لي قهري
أريد ترجمة لما أعيشه أبد الدهر
أريد أن أعيش
أن أعرف من أكون
لما أصابني العمى
لما ينتابني الجنون
أغبار في عيوني
أسراب يتلاعب بجنوني
أخطيئة أراها أم فقط سوء ظنوني
دلوني على موطن نبضي
لم أعد اسمعه
أين مكان جرحي سألملمه
سأجمع خذلاني و في الصحراء أبعثره
إلى متى سألبس زيي التنكر و أزينه
إلى متى سأجعل من الخيبة تاريخا أدونه
أريد جوابا فأنا لم أعد دالك الحقل الذي يسقى حتى تزهر وروده و تقطفها للتزيين و تخربه
أن لم أعد دالك الطفل الصغير الذي تعلمه حتى يكبر للتهجير و تشرده
أنا لم أعد خبرا تدونه و تندده
فأنا من سلالة صعبة التهجين
حتى تنسبني لبراءة الإختراع و تمجده
دلوني على نفسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق